الفلسفة الماركسية.

ورقة العمل التي ستقدم بتاريخ 19-7-1437
في مادة نظريات التربية
بإشراف الدكتور:
يحيى الحربي
بعنوان:
الفلسفة الماركسية.

المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية العلوم الإجتماعية
ماجستير أصول تربية
المستوى الثالث


النـــــــظــــــرية
المــــــــــاركسية

  إعـــــــــــداد
   هدى سعيد البكر الدوسري
تهاني عبدالله العتيق

المشرف العلمي:
د.يحيى الحربي.
العام الجامعي
1436-1437هــ
                                                       

                                                      فهرس المحتويات
الموضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع
رقم الصفحة
1_فهرس المحتويات
     2
2_المقدمة
     3
3_مفهومها
      3
4_تاريخ ومكان ظهورها
      4
   5- مفهوم الديالكتيكية المادية التي تقوم عليها الفلسفة الماركسية
      5
6_  المبادىء الأساسية للماركسية
  8      
7_ أهم رواد الفلسفة الماركسية
11
8_ فلسفة التربية الماركسية
     13
9_  نقد الأسس الفكرية للماركسية
18
10_نقد التطبيقات التربوية
22

11_المراجع

28
    
    
     
     
     






















تشكل الفلسفه الماديه البنية الفكرية التحتية او النموذج المعرفي الكامن للعديد من الفلسفات الحديثة:الماركسية والبرجماتيه والداروينية، كما انها تشكل الاطار المرجعي الكامن لرؤيتنا للتاريخ والتقدم وللعلاقات الدولية. (المسيري ,2007)
ان ظهور الفلسفة الماركسية هو النتيجة الطبيعية للتطور التاريخي ،وقد ولدتهاالظروف الاجتماعية والاقتصادية ،وساعدت بعض فروع العلم الطبيعي والفلسفة على تشكلها.(أفاناسييف ،ص٣٣)

مفهومها:
إن الفلاسفة الذين يؤمنون بأن المادة سابقة على الوعي والفكر يدعون الفلاسفة الماديين والمادة في نظرهم خالدة ،أما الوعي فهو نتاج لتطور المادة التاريخي .أما الفلاسفة الذين يقولون بأن الوعي أو الفكر سابق على الوجود فهم الفلاسفة المثاليون.وتعتبر المادية بأبسط أشكالها وأنواعها خروجا عن الفلسفات المثالية ونقدا لمناهجها وأهدافها،وتتصدى لثنائياتها لتهدمها.(جغيني,2004,ص252)
وتمت صياغة فلسفة الماركسية، المادية الجدلية ،على أيدي المنظرين الكبيرين للحركة العمالية كارل ماركس(١٨١٨-١٨٨٣)وفريدريك انجلز (١٨٢٠-١٨٩٥)،ثم أكملها قائد الشغيلة فلاديمير لينين(١٨٧٠-١٩٢٤)(بودوستنيك,ياخوت,1979,ص 234 ).  وتسمى الفلسفة الماركسيه المادية الجدلية . لأن أصحابها ومؤسسيها يعتقدون ان جوهر العالم هو المادة، والمادة في نظرهم مستقلة، ووجودها سابق على فكرتها، وما الفكر إلا انعكاس لما يقع خارجه في العالم المادي الطبيعي، وفي الحياة الاقتصادية،والحياة الاجتماعية (المجتمع)، والحياة السياسية (نظام الدولة وشؤون الناس)، وأكد هؤلاء أن(الماركسيون)، أن الأشياء والأفكار تتفاعل معاً في حركة جدلية. إلا أن الأشياء المادية سابقة على وجود أفكارنا عنها، كما أن وجود هذه الأشياء الموجودة امامنا ولدينا في تغير دائم تطور مستمر.(ناصر،2004).
فهي مادية لأنها في اجابتها على المسألة الأساسية للفلسفة تنطلق من قضية أن المادة والوجود أوليان والوعى ثانوي. وهي تعترف بمادية العالم وإمكانية معرفته،وتدرس العالم كما هو عليه في الواقع.والفلسفة الماركسية جدلية لأنها تدرس العالم المادى في حركته الدائمة وتطوره وتجدده. (أفاناسييف،١٩٧٥, ص١١)
وقد ولدتها الظروف الاجتماعية والاقتصادية المناسبة في ذلك الوقت فجاءت كنتيجة للتطور التاريخي معتمدة على مقدمات علمية وفلسفية معينة،.فعند منتصف القرن التاسع عشر كانت الرأسمالية قد حلت محل الإقطاع في بعض المجتمعات جالبة معها تقدما كبيرا في الإنتاج وتطورا سريعا للتكنولوجيا والعلم،مما دعا ماركس وانجلز إلى وضع الفلسفة الماركسية المتمثلة في(المادية الجدلية،والمادية التاريخية)كنظرية ثورية لتحقيق مطالب القوى المضطهدة في المجتمعات البشرية. لقد ظهرت هذه الفلسفة على الصعيد النظري على أرضية المعالجة النقدية لإنجازات الفلسفة الكلاسيكية الألمانية والاقتصاد السياسي الإنجليزي والاشتراكية الطوباوية الفرنسية التي شكلت جميعها مصادر للماركسية.
كان سير الفكر العلمي والفلسفي ممهدا لهذه الفلسفة فكان تطور علم الطبيعيات في القرن التاسع عشر سريعا جدا،وحل محل الميتافيزيقا الأفكار الجدلية القائلة بوحدة العالم وتطوره التاريخي.
كما كانت فلسفة هيغل (١٧٧٠-١٨٣١م) ومادية فورباخ (١٨٠٤-١٨٧٢م) مصدرا نظريآ مباشرا للفلسفة الماركسية التي جاءت كتفسير لتطور المجتمع والكون، وفلسفتها هي المادية الجدلية التي  يخضع لها تطور البشرية واشتقت مبادئها من كارل ماركس وانجلز. (جغيني,2004, ص٢٥٢ -٢٥٣)
وبالإضافة إلى انجازات العلم الطبيعي،كان نجاح الفكر الفلسفي في هذه الفترة بالغ الأهمية في تشكيل النظرة الماركسية الى العالم .فخلال عمل ماركس وانجلز في وضع المادية الجدلية والتاريخية قاما بدراسة عميقة لتاريخ الفلسفة واستفادا من أفضل ما أنتجته القرون الطويلة من الفكر الفلسفي .وكانت الفلسفة الكلاسيكية الألمانية في القرن التاسع عشر وفي المقام الأول فلسفة هيجل وفيورباخ ،هي في الواقع المصدر النظري المباشر للفلسفة الماركسية.
(أفاناسييف،ص٣٥)
وتقوم الفلسفة المادية الجدلية على أسس نذكر منها:                                            1-  أنها تعبير عن صراع طبقي ومصالح مادية (جدل مادي وتاريخي).                                         2- المهم ليس فهم العالم بل العمل على تغييره.                                                      3- المادة توجه العالم وتفسر التاريخ.                                                                          4- التاريخ عند الماركسية (المادية الجدلية) عبارة عن صراع بين الطبقات نتيجة عوامل اقتصادية.                                                                                                      5- الاقتصاد وعلاقات الإنتاج هما اساس كل ظاهرة اجتماعية.                                             6- الدعوة لتغير العالم لصالح الكادحين (البروليتاريا)، مع رفض قاطع للميتافيزيقا.                                           7 - تفسير الأحداث والتاريخ بناء على نظام الملكية.                                                      8- محاربة الأديان واعتبارها وسيلة لتخدير الشعوب، وخادماً للرأسمالية والإمبريالية.                           9- الإيمان بأزلية المادة وأن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأول للأفراد والجماعات.                                 10- الأخلاق نسبة وهي انعكاس لآلة الإنتاج.                                                  11- القضاء على الاستغلال الفردي وسحق الفرد. (ناصر،ص362،2004).

تاريخ ومكان ظهورها:
كانت الماركسية في أول النصف الثاني من القرن التاسع عشر أيام حياة ماركس مجرد فكرة فلسفية عن الحياة، ولكنها اليوم في أول النصف الثاني من القرن العشرين تحتل  وجوداً ضخماً في العالم، إذ تقوم على أساسها دولة كبرى هي روسيا، وإلى جانبها عدة دول تعد مئات الملايين من البشر تحاول السير في تطبيق هذه الفلسفةثم انتشرت الفلسفة الماركسية في العالم الإسلامي، وخاصة في الدول الإسلامية التي اعتنقت حكوماتها الفكر الاشتراكى مثل سورية والعراق ومصر والسودان.
 (معروفى,2009)

وارتبط ظهورها بظهور العلوم وتطورها فبدأت مع ظهور الفيزيائيين في عصور الإغريق القديمة في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد ،وكان من أشهر ممثليها "طاليس "و"هيراقليطس "إذ بينا أن التغير سمة الوجود وأن الحركة والتغير موجودان في كل مكان ، وأن الأشياء مرتبطة مع بعضها البعض.إلا أن هذه المحاولات القديمة كانت بسيطة ولكنها تطورت لاحقآ وازدهرت بتطور العلوم بدءا من القرنين الخامس عشر والسادس عشر،ومع عصر النهضة وبعدها خاصة في أعمال "فرانسيس بيكون"و"جون لوك"في إنجلترا،و"ديدرو"في فرنسا. وبعد ذلك ظهرت مادية "فورباخ"في أالمانيا في القرن التاسع عشر،وجاء هذا كله نتيجة تطور العلوم والاكتشافات الكثيرة مماأتاح "لماركس "وإنجلز أن يطورا المادية الجدلية. 
أما في القرون الوسطى فلأن تطور العلوم كان ضعيفا أدى ذلك إلى توقف في الفكر المادي، بينما في القرنين السابع عشر والثامن عشر يلاحظ تطور كبير للعلوم بتأثير الفكر الواقعي مما أثر على التطور في الفكر المادي كما هو في المادية الفرنسية.(جغيني,2004م,ص ٢٤٩)

مفهوم الديالكتيكة المادية التي تقوم عليها الفلسفة الماركسية:
الديالكتيكية المادية :إن كلمة الديالكتيك كلمة يونانية ومعناها فن الحوار والمناقشة خصوصا بواسطة السؤال والجواب وإنما سميت بهذا الاسم لأن أسلوبها في النظر إلى الحوادث الطبيعية أو طريقتها في البحث والمعرفة هي ديالكتيكية وتعليلها وتصورها لحوادث الطبيعة هي مادية.وإنها الاسم الذي وصف بها الفلسفة الماركسية من قبل أنصارها في الاتحاد السوفييتي سابقا والمنتسبين إليه في بلدان أخرى.وتقوم هذه النظرية على أصول موروثة من الإغريق وأن الفيلسوف الألماني هيجل أشاد في هذه الأصول وأعطاها نظاما جديدا وجعل من الديالكتيك منهجا لفلسفته ومفادها أن كل فكرة تنطوي تحتوي على تناقض باطن فمثلا الوجود يعني إثبات وجود ونفي وجود آخر,فوجود التفاحة هو إيجاب لوجود هذه الثمرة ونفي لكونها أي ثمرة أخرى وبالرغم أن ماركس أخذ فلسفته عن هيجل لكنه لم يقبل أساسها الفلسفي فلسفة هيجل من وجهة نظر ماركس وأتباعه فلسفة مثالية لأنها تؤمن بالمثال المطلق وتعد المادة إحدى تجلياتها لكن فلسفة ماركس مادية تؤمن بأن الأصالة للمادة وأن الموجود هو فقط المادة وظواهرها ,وأما ما وراء المادة فلا وجود له وان المادة أزلية وأن المخ هو مصدر الفكر وان الحياة نشأت من المادة وبفعل المادة,وان الفلسفة الماركسية هي فلسفة مادية ,فليس الفكر هو الذي يسيطر على حياة الإنسان أو على تطور العالم ولكن طريقة العيش المادية التي تكيف طريقة التفكير (مطر,د.ت)
إذن تعتمد الماركسية على المنطق الديالكتيكي ويعتبر هذا المنطق بمثابة نظارة للماركسية تستعملها كلما أرادت تفسير ظاهرة اجتماعية أو طبيعية أو وجودية
ويتشكل هذا المنطق من أصول أربعة
1/أصل التطور.
2/تناقضات التطور.
3/قفزات التطور .
4/الارتباط العام.
ونستعرضها بإيجاز:
1/أصل التطور:تشرح لنا الماركسية هذا الأصل بقولها"إن الطبيعة بما فيها من الحوادث والأفكار ,ليست في حالة سكون وجمود ,بل في حالة تجدد وتطور لاينقطعان,وإن فيهما دائما شيئا يولد ويتطور,وشيئا ينحل ويضمحل ولذا فإن الماركسية لاتكتفي بالنظر إلى الحوادث من حيث علاقتها بعضها ببعض بل من حيث حركتها أيضا"
2/تناقضات التطور:وتشرح لنا الماركسية هذا الأصل بقولها"إن كل شيء حتى الحوادث التاريخية تزخر بتناقضات داخلية وفيها دائما عناصر تضمحل وعناصر تتطور,وهذا التناقض هو الذي يدفع بالأشياء إلى الحركة والجريان المستمر لأن الأضداد والنقائض الموجودة في داخل الشيء الواحد ,تجلب حتما صراعا مريرا لكسب المعرفة.
3/قفزات التطور:تشرح لنا الماركسية هذا الأصل بقولها:"إن لكل شيء انقلابا مفاجئا إلى ضده وذلك يفعل العوامل الداخلية والتناقضات الذاتية.
"فالبيضة مثلا تتفاعل فيها القوى المتناقضة حتى إذا وصلت إلى مرحلة خاصة انقلبت إلى الفرخة فجأة ,والماء إذا بلغت درجة الحرارة فيه إلى مائة درجة يتحول فجأة إلى بخار.
4/قانون الارتباط العام:"إن كل جزء من أجزاء الطبيعة ,بما فيها الأحداث ,مرتبط ارتباطا عضويا بالأجزاء الأخرى ,وأن كل حدث إنما هو انفعال لأحداث أخرى وان هناك تأثيرا متقابلا في أجزاء الطبيعة.ولذلك فلا يمكن أن تدرس الطبيعة حال فصل بعضها عن بعض وتجريد ذلك البعض عن ظروفه وشروطه وعما يرتبط بواقعه من ماض وحاضر.(المدرسي,1409)
وهذه هي الأصول التي يبني عليها الماركسيون مذهبهم الذي ينطوي على إنكار العوالم الغيبية ونفي احتياج الكون إلى خالق مدبر وادعائهم أن المادة تتكامل هي بنفسها.
المبادىء الأساسية للماركسية:
1.لا تؤمن هذه الفلسفة بأن هناك خالقا لهذا الكون بل تؤمن بأن الإنسان هو الذي خلق فكرة خالق الكون انطلاقا من إيمانها بأن المادة هي من أوجدت الروح,فالمادة هي أساس الوجود كله ومنبعه ,والفروق في تنظيم المادة هو أساس الفروق بين أسمى الأشياء وأدناها,مما وسع دائرة العداء لها من رجال الدين والمتدينين لأنها ارتبطت بالفكر العلماني.                  2.ترفض الماركسية أن تنسب للطبيعة الإنسانية أي صفات ثابتة ,وهي ترى ان لكل حقبة تاريخية "طبيعة بشرية"تختلف عن مثيلها لدى غيرها من الحقب التاريخية الأخرى ,فالبشرية في صميمها ظاهرة متحولة متقلبة ,أو حقيقة نسبية قابلة للتطور والترقي والزوال.
فالماركسية تعتقد أن الطبيعة البشرية في كل عصر من العصور إنما تعكس المميزات الخاصة التي يتسم بها التنظيم الاجتماعي السائد في هذا العصر أو ذلك.وذلك نتيجة لنظرة هذه الفلسفة إلى الإنسان باعتباره حيوانا لا يمكنه أن يترقى ويصبح فردا إنسانيا إلا في إطار اجتماعي.ومن خلال وجوده في هذا المجتمع ومن خلال مجموعة العلاقات الاجتماعية التي يصنعها تتكون أفكاره وعاداته وتقاليده وتصوراته..إخ
باختصار يمكن القول أن :طبيعة الإنسان تتشكل تبعا لعلاقاته. الاجتماعية.(السماسيري,2008)
3.المسألة الأساسية في هذه الفلسفة هي مسألة العلاقة بين الوجود والفكر فتؤكد هذه الفلسفة على أسبقية الوجود المادي فهي الحقيقة الأولى وثانوية الوعي الذي هو انعكاس للوجود المادي وأن الوجود والمادة هي أشياء واقعية خارج الفكر وهذه الأشياء ليست بحاجة إلى الفكر أو الذهن حتى توجد ولا وجود لنفس خالصة منفصلة عن الجسد.وبهذا تنتفي الثنائية التي قالت بها الفلسفات المثالية.
4.يستطيع الإنسان معرفة العالم من خلال دراسته بواسطة العلوم المختلفة فهي التي تبرهن بالتجربة وأن الأشياء المحيطة تتمتع فعلا بواقعية خاصة بها مستقلة عن البشر,ويستطيع الناس إعادة إنتاج هذه الأشياء جزئيا وخلقها اصطناعيا.
5.هاجم نبش الماضي لإحياء المذاهب الميتة لأنها تأمل ان يكون فهم الناس للعالم والمجتمع قائما على أساس العلم الحديث.
6.لا يمكن فهم طبيعة الإنسان إلا من بمحاولة تحسين أوضاعه .وترى الفلسفة المادية الجدلية أنها هي ذلك الجهد الواعي الذي يخلص الإنسان من الظلم والخرافات لذلك يستطيع عامة الناس بواسطتها حل مشاكلهم الخاصة وتحسين أوضاعهم.
7.يتوحد فيها الفكر والعمل فيكون للفكر دائما دلالة علمية بمعنى أن صاحبه لا يزاوله إلا في ضوء الأفعال الممكنة اعتقادا من أن التفكير المجرد لا تأثير له على مجرى التاريخ.
8.تنطلق من المنهج الديالكتيكي (الجدلي)الذي يعتقد بأن أي ظاهرة لا يمكن فهمها على حدة بل تفسر بناء على علاقاتها مع الظواهر الأخرى
8.أعطت اهتماما كبيرا للعمل إذ احتلت فكرة العمل المكان الأول في هذه الفلسفة للأسباب التالية:
                                                                     أ‌-        بواسطة العمل يتجاوز الإنسان التعارض بين الفكر والواقع الذي كرسته الفلسفات المثالية.
                                                                  ب‌-     يشكل العمل من خلال تطوره عبر التاريخ موضوع المادية التاريخية.
                                                                  ت‌-     لا تبلغ المعرفة مداها ولا يدرك مغزاها إلا من خلال ارتباطها بالفعالية العملية .
 9.ترى أن للحقيقة طابعا نسبيا مؤقتا فليس هناك حقيقة نهائية حاسمة غير قابلة للتغير......فلا وجود لأخلاق أبدية أو عدالة أبدية كما ظن الفلاسفة ,بل إن الأخلاق تتغير حسب الأوضاع والطبقات المسيطرة في المجتمع.
10.إنها لا تؤمن بوجود أخلاق خالدة أبدية بل بوجود أخلاق نسبية تنشأ من خلال التفاعل الاجتماعي,فالأخلاق لا توجد بمعزل عن الوعاء الموجودة فيه وهو المجتمع الإنساني.فلا وجود لأخلاق مقررة سلفا قبل وجود الإنسان حتى ولو جاءت باسم الدين.(جعنيني,2004)
11. إن السمة المميزة الأساسية لنظرية المعرفة الماركسية هي أنـها وضعت عملية المعرفة على أساس من الممارسة ومن نشاط الناس المادي الإنتاجي، ففي مجرى هذا النشاط بالذات يعرف الانسان الأشياء والظواهر، والممارسة في الفلسفة الماركسية هي نقطة انطلاق أساس عملية المعرفة ومعيار صحة المعارف على حد سواء.
 فالمعرفة من وجهة نظر المادية الجدلية هي العملية اللامتناهية لاقتراب التفكير من الموضوع الجارية معرفته، وهي حركة الفكر من الجهل إلى المعرفة، ومن المعرفة غير الكاملة وغير الدقيقة إلى معرفة أكثر كمالاً ودقة، وتسير المعرفة إلى الأمام كاشفة عن جوانب جديدة متزايدة للواقع ومستبدلة النظريات البائدة بنظريات أخرى جديدة ومضيفة مزيداً من الدقة على النظريات القديمة.
 والاعتراف بالعالم الموضوعي وأشيائه وظواهره باعتباره المصدر الوحيد للمعرفة الإنسانية هو المُسلمة الأساسية لنظرية المعرفة الماركسية المادية الجدلية ( الصوراني ,2013,ص 32)
فلايؤمن ماركس بكون المعرفة عبارة عن مجرد تأمل عقلي يطلب لذاته,لأنها لاتأتي عفويآ كأثر بل هي وليدة النظم القانونية والمذاهب الأخلاقية التي يعيش في إطارها الإنسان,وتأثير التربية والتعليم الذين تلقاهما في حياته وهذا مرهون بالظروف الاقتصادية التي تكشفها وتتحكم فيها.فهدف المعرفة تغيير الأوضاع بأوسع معانيها (جغيني,2004,ص255  )
(الصوراني,2013, ص 32)
أهم رواد الفلسفة الماركسية:
·       كارل ماركس(1818-1883م)
ولد ماركس من أسرة يهودية ألمانية واعتبر واحدا من أكثر فلاسفة العصر تأثيرا.درس الفلسفة في جامعة بون وبرلين ثم في فيينا وتأثر بالفلسفة المادية الـألمانية التي كانت سائدة في زمنه وتأثر بهيجل ألا أنه جعل أساس جدله الواقع المادي وليس الأفكار كما هو عند هيجل كما تأثر بكل من الاقتصاد الانجليزي وبالمذهب الاشتراكي الفرنسي.ومن أشهر مؤلفاته (المال)وهو أهم مؤلفاته وأكثرها شيوعا ,(وفقر الفلسفة)وله مؤلفات أخرى في الاقتصاد منها (الاقتصاد السياسي والفلسفة) لقد كان ماركس فيلسوفا وعالم اقتصاد واجتماع ومؤرخا ويرى أن البنية التحتية للمجتمع تشمل الظروف الاقتصادية والاجتماعية وتشكل الأعمدة التي تحمل كل الإنتاج الفكري أما البنية الفوقية فهي انعكاس للبنية التحتية والمكونة من نمط تفكير المجتمع وفلسفته وفنونه وأخلاقه وعلومه ومؤسساته السياسية وهناك تفاعل بين البنيتين.........وكرس ماركس حياته لفحص ودراسة الإنسان في علاقته مع المجتمع وبين أن هذا الإنسان قابل للتغير والتحول فليس هناك طبيعة إنسانية ثابتة.أو  مطلقة يندرج تحتها جميع الناس.(جعنيني,2004)
·       فردريك انجلز(1820-1895 م)
فهو ألماني الأصل ينحدر من أسرة غنية كانت  تسكن في الإقليم الريناني الأكثر تطورا في ألمانيا في ذلك الوقت .........كان  كماركس معجبا بجدلية هيجل ورافضا للأفكار المثالية ذهب إلى باريس للتعرف على الفلاسفة الاشتراكيين فالتقى بماركس وتوطدت علاقتهما على أساس الوحدة الفكرية فأصبحا صديقين حميمين ومن أشهر مؤلفاته "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة"  وقد حدد موقفه من الدين إذ اعتبره مجموعة تأملات تأخذ فيها القوى الأرضية صور مابعد الطبيعة. (جعنيني,2004)
3- لينين (1870 -1924)
اسمه الحقيقي فلاديمير التش بوليانوف، وهو قائد الثورة البلشفية الدامية في روسيا سنة 1917. ودكتاتورها المرهوب، وهو قاسي القلب، مستبد برأيه، حاقد على البشرية، وهناك دراسات تقول بأنه يهودي الأصل، ثم تسمى باسمه الروسي الذي عرف به، وهو من أشهر الماركسيين الروس الذين حملوا لواء الدعوى للفلسفة المادية والاشتراكية العلمية، وهو حلقة الوصل بين ماركسية القرن التاسع عشر وماركسية القرن العشرين، درس القانون، لكنه تحول بعد تخرجه لدراسة  الفلسفة الماركسية بالذات، وله مؤلفات عديدة منهاما العمل، وماركس وأنجلز والماركسية، ودكتاتورية البروليتاريا أو الطبقة العاملة، وهو في كل أعماله لم يكن مجرد ناقل من الماركسية، وإنما مبتكراً لكثير من النظريات فيها.
(أبو ربان،2001)
بعض أهم المربين الذي تأثروا بهذه الفلسفة في كتاباتهم:
ب.ب.بلونسكي: (1484-1941م)
أسهم إسهاما كبيرا في نشوء علم التربية السوفييتي فقد طرح أهم مسائل الوعي عند الإنسان الناشئ ودافع عن الفهم المادي لنفسية الطفل ونموها وأعطى اهتماما كبيرا للفعالية العقلية والقوى الإبداعية للطفل
(  جعنيني,2004 ) 
فيفوتسكي(1896-1834 م)
لعبت مؤلفاته الدور الاكبر في تطور علم نفس الطفل وتربيته في النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي سابقا.( جعنيني,2004)
فلسفة التربية الماركسية:
فلسفة التربية الماركسية جزء من الفلسفة المادية الجدلية وتتفق مع منهجها وأهدافها وتستند إلى نظريتها ,ولماركس عبارة معروفة تكشف عن جوهر التربية عنده وهي (إن بذور تربية المستقبل يمكن تلمسها في المصنع (المدارس البوليتكنيكية)
وباختصار في هذا المجال لقد وضعت آراء ماركس وانجلز ولينين الأساس الذي قامت عليه التربية الاشتراكية ,محاولين وضع أسس تربية الإنسان الجديد وتنظيم المدرسة الجديدة والمتمثلة في تنمية الروح الجماعية وتشجيع الخدمة الاجتماعية وتضحية المصالح الفردية في سبيل مصلحة المجتمع ككل ,وإزالة الفوارق بين الناس وتحقيق ديمقراطية التعليم من خلال سيطرة الدولة على التربية والتعليم ومن ثم إعداد المجتمع لتحقيق أهداف الدولة.(جعنيني,2004)
التربية الماركسية هي عملية متكاملة وشاملة لجوانب ثقافية واقتصادية واجتماعية يقوم بها المجتمع من اجل رفاه الشعب كله، ووفق خطة تتفق وفلسفة المجتمع الماركسي وأساس التربية الاشتراكية هو ربط التعليم بالعمل الإنتاجي الصناعي الحديث والممارسة العملية وهي تربية مستمرة . وتسيطر الدولة على التربية وتوجهها كما تريد، لخلق أجيال تدين بالمبادئ الشيوعية وتعمل على الذود عنها. (أبو العنين،2003)
 انطلاقا من فكرة التنمية المتكاملة للشخصية تحدد الفلسفة التربوية الماركسية الجوانب الأساسية للعملية التربوية في التربية العقلية والبدنية والتعليم المهني ومن واجبات المدرسة تحقيقها هذا بالإضافة إلى إعداد الجيل الصاعد للعمل الإنتاجي من خلال ما يلي:
1.   ربط التعليم بالعمل الإنتاجي,وربط العمل العقلي بالعمل اليدوي إن ربط التعليم بالعمل اليدوي خاصة في مجال التربية البدنية يساعد على النمو المتكامل للتلاميذ كذلك يعطي العمل اليدوي نوعا من الراحة النفسية للدراسين.
2.   التوجيه القومي للتعليم وفقا لسياسات الدولة والمساواة بين القوميات والأجناس.
3.   توفير تعليم بوليتكنيكي ومجاني وإلزامي ,والعمل باستمرار على تطويره مع تنمية وتطوير العمل المهني.
4.   فتح أبواب التعليم العالي للجميع خاصة للعمال.
5.   عدم الفصل بين التعليم والتربية وإعطاء الاهتمام للتربية الأخلاقية باعتبارها جانبا مهما من جوانب الوعي الاجتماعي.
6.   تشجيع وسائل التعليم الذاتي مع الاهتمام بالتربية البدنية والجمالية.
7.   إنشاء مؤسسات تربوية للأطفال قبل سن المدرسة للتخفيف من أعباء المرأة وتحسين تربية الأطفال.
8.   الإيمان بقدرة التربية على تغيير وتشكيل الطبيعة الإنسانية عن طريق العمل الاجتماعي المنتج .(جعنيني,2004)
النظرية الماركسية ل :
1.أهداف التربية:
يمكن تلخيص النظرة الماركسية لأهداف التربية في التالي:
1.   عمل المدرسة قائم على الدراسة النظرية والتجريبية لحركة العمل عند الإنسان وتنظيماتها وإن كل الأعمال فيها يجب أن تهدف إلى نشر الحس الطبقي العمالي في نفوس المتعلمين.
2.   إن التربية عبارة عن فعالية اجتماعية منظمة تنظم بواسطة أشخاص تنتدبهم الدولة لهذا الغرض من أجل تطوير الجيل الصاعد وتسليحه بالمعارف المنتظمة والعادات اللازمة لفعاليته في المستقبل.
3.   ربط التربية مع الحياة ومع قطاعات الإنتاج وتحقيق النمو المتوقع لممارسة النشاطات الحيوية من خلال التركيز على تحديث المناهج (جعنيني,2004)
1.المتعلم:
1.   أن يحترم معلمه.
2.   أن يلتزم بالعادات الماركسية,وأن يكون سلوكه سلوكا ماركسيا.
3.   محبا للعلم باحثا وناقدا وموضوعيا.
4.   عارفا لحقوقه وواجباته.
5.   مشاركا جزئيا في طرح رأيه ووجهة نظره.
6.   له الحق في تنظيم حياته الاجتماعية واختيار القيادات التي يريد.
7.   له الحق في أن يتوفر له تعليم مناسب أو يتناسب مع قابليته وقدراته ومع ظروفه بما يحقق له التقدم في حياته.  (ناصر,2004)
2. المنهج:
توحيد الكتب المدرسية انطلاقا من وحدة النظرية فلا وجود لمواد اختيارية ويجب أن توضع لإكساب المتعلم جملة المعارف والعادات الحسنة.
وعلى ضوء ذلك يقسم إلى موضوعات كمايلي:
1.    تعلم المادة الدراسية التخصصية والمتمثلة في الحقائق والمعارف المختلفة .
2.    خلق الاتجاهات الأخلاقية نحو العالم وتكوين علاقات وصلات متناسقة للإنسان في علاقته معه.
3.    تحقيق النمو الشامل للشخصية من خلال جملة المعارف والحقائق المقدمة من اجل التفسير والإقناع بالإضافة إلى تغيير الواقع والحياة للأفضل.
4.    أن يركز على الخبرات والأنشطة اللاصفية المختلفة المكملة لمحتوى المناهج.
5.    أن تكون مبنية على أسس نفسية واجتماعية ومعرفية وفلسفية مرتبة بشكل منطقي وأن تكون الأفكار والمعلومات متصلة.(جعنيني,2004)
6.    يركز على الرياضيات والعلوم الطبيعية من دون إغفال العلوم الإنسانية ويجمع بين المعرفة والتطبيق (الشمري والدليمي,2003)
3.الأنشطة:
تعد أنواع النشاطات المختلفة من الأمور الرئيسية فهي إما برامج تقدم للمتعلمين بعد الانتهاء من اليوم الدراسي أو تنظم في مؤسسات المدن خصيصا لذلك وتخطط لتتكامل مع المنهج,كما أن لكل وزارة من الوزارات إدارة تسمى إدارة النشاط كما تشارك اتحادات الطلبة والشبيبة بتدبير أنواع مختلفة من النشاطات
أما أهداف النشاطات اللاصفية الموجهة فتتمثل فيما يلي:
·       حماية المتعلمين من السلوك غير السوي.
·       استمرار توجيه المتعلمين اجتماعيا وسياسيا حسب ما تراه الدولة.
·       شغل أوقات الفراغ في العطل المختلفة.
·       تكملة مناهج المدارس الابتدائية والثانوية.
·       ربط الفعاليات التعليمية بالمؤسسات القائمة في المجتمع وكل ما هو موجود في البيئة.
·       تنمية الاستعدادات والمواهب الشخصية والمهارات والقدرات الدفينة للتشجيع على الابتكار.(جعنيني,2004)
4.المعلم:
ركزت على تأهيل المعلم تأهيلا جيدا من نواح عديدة مهنية وثقافية تربوية وتدريبية ليستطيع إيصال الحقائق للمتعلمين ويقدم المعلومات والأفكار والتوضيحات بطريقة متصلة من أجل إثارة جوانب المتعلمين للتعلم ,كما يجب أن يكون التعليم في المدرسة مستمدا من الحياة المدرسية بما فيها من تلاميذ ومعلمين ومناخ مدرسي وإدارة والهيئة كلها التي تعمل في المدرسة متعاونة مع بعضها البعض لتحقيق الأهداف التربوية.(جعنيني,2004)
كما يجب أن يكون المعلم
1.مؤمنا بفلسفة الدولة الاجتماعية ومتفهماً للنظام الماركسي مستوعباً له وبأنه يضمن سعادة المجتمع ورفاهه لينقله لطلابه.2. أن يكون سلوكه اشتراكياً ماركسياً داخل وخارج المدرسة، وهذا يتطلب منه فهم التربية الماركسية وكيفية تطبيقها في المجال الدراسي.3. أن يكون ذا ثقافة جامعة طابعها الرغبة في تنمية الذات وحب العمل4. أن يقف في طليعة العناصر الوطنية الشاعرة بمسؤولياتها الاجتماعية والمدركة بوعي قضايا مجتمعها وعصرها. (ناصر،2004, ص362)
5.طرق التدريس:
 لابد من التركيز على الملاحظة والمشاهدة من خلال الرحلات والوثائق التربوية والسجلات المدرسية وخبرات الجماعة والتأكيد على الجوانب العملية والتطبيقية ,والاعتماد على الحوار وتجنب استخدام العقاب البدني وتشجيع الحوافز ,فالمناهج وطرق التدريس وكل ما يتعلق بالعملية التربوية هو من أجل تحقيق النمو الشامل لشخصية الجيل الصاعد(جعنيني,2004)
"وتؤكد التربية الماركسية في طرق التدريس على أساليب التدريس الجماعية وخاصة تلك الطرق التي تحقق أوسع مشاركة من التلاميذ كأسلوب التعاونيات ونظام الأسر المدرسية وغيرها ,بينما تنبذ الطرق الفردية في التعليم التي تمني في الأطفال الأنانية والمنافسة التي تثير البغضاء والحقد بين الأطفال.
وتتميز طرق التدريس في التربية الماركسية بتأكيدها على الجوانب العملية والتطبيقية وهذا يعني أن تتوفر في المدرسة الاشتراكية المختبرات المتنوعة والوسائل التعليمية الحديثة الكافية من (أفلام ونماذج وأجهزة وخرائط ومصورات وفعاليات)كي يمارس كل طلاب المدرسة التدريب والدراسة العملية والتجريب بما يساعدها على كسب المهارات العملية والتكنولوجية وتعميق خبراتهم لمواجهة المواقف المعقدة في المجتمع حيث تعمل على زجهم في التجارب العملية والتطبيقات المختبرية.
والتربية الاشتراكية لاتؤمن بالتدريس المحصور داخل جدران الصف وترى أن التلميذ لا ينبغي أن يدخل فجأة بعد انتهاء فترة الدراسة في التعليم الاشتراكي .ولا تقتصر على استخدام الأدوات والأجهزة المتوفرة في المدرسة  فهي تتجه إلى بربط الفعاليات التعليمية بالتنظيمات والمؤسسات الاشتراكية في المجتمع لذلك فإن المدرسة تتخذ مما يتوفر داخل المدرسة أو خارجها وسيلة تعليمية تستفيد منها وتعتبر مجالات التعليم من السعة بحيث تشمل كل ما هو متوفر في البيئة".(جعنيني,2004)
أساليب التقويم:
يختار المعلم الطرق المناسبة لتحيق التقويم التربوي في كل موقف تعليمي بعد تحليله وتشخيصه آخذا بعين الاعتبار كل العوامل و الجوانب للسيطرة عليها,واستخدام خبرات المدارس  ونتائج البحوث التربوية في هذا المجال.(جعنيني ,2004)

نقد الأسس الفكرية للماركسية:
v  يمكن تلخيص أهم جوانب الخلل والقصور التي تعتري الرؤية الماركسية في
التالية:
·       (فيما يخص الطبيعة البشرية )المبالغة في الدور الذي يقوم به المجتمع ممثلا في الطبقة التي ينتمي إليها الفرد في تشكيل ملامح شخصيته ,حتى أنها تكاد تختصر الفرد إلى جملة من العلاقات الاجتماعية.
·       (فيما يخص الطبيعة البشرية)لا معنى للقول بأسبقية الجماعة على الفرد لأن الواقع يؤكد التفاعل المستمر بين الفرد والجماعة والتأثير المتبادل بينهما دون أسبقية هذا على ذاك والعكس.
·       (فيما يخص الطبيعة البشرية أيضا) المبالغة في تأثير الظروف الاقتصادية ومات خلفه من علاقات إنتاج ,على الشخصية البشرية مع أن الناحية الدينية والأخلاقية لا تقل شأنا في التأثير عن الناحية الاقتصادية.(السماسيري,2008)
·       إن الشيوعية مذهب مادي ينكر كل ما وراء الحس وما بعد الطبيعة ,فلا يؤمن أن لهذا الكون إلها وأن للإنسان روحا ولا يؤمن أن بعد الدنيا آخرة....إنما هي أباطيل اخترعها الأغنياء لإلهاء الفقراء والأقوياء لابتزاز الضعفاء
·       إن الماركسية ليست ضد العقيدة الإسلامية وحدها ولكنها ضد المسيحية وضد كل الأديان والرسالات السماوية لأن أساس الدين الوحي وهو شيء غير مادي .ولو كان الدين مجرد انعكاس للظروف الاقتصادية ولأسلوب الإنتاج خاصة فلماذا عاش دين كالمسيحية ألفي عام رغم تطور أساليب الإنتاج؟بل لماذا عاشت اليهودية أكثر من ذلك ؟ولماذا تعددت الأديان في البيئة الواحدة رغم وحدة الوضع الاقتصادي وأسلوب الإنتاج؟
·       إن الإنسان بناء على فلسفة ماركس ليس مسؤولا عن تصرفاته وسلوكه لأنه مجبر عليها لا محالة يقهره عليها الوضع الاقتصادي ومقتضى هذا التفسير أن كل أنواع الظلم والاستغلال والفجور والشرور لها ما يسوغها ويبررها.......وكأن ماركس بهذه الفلسفة يعتذر عن ظلم الظالمين أو يحامي عن ما اقترفت أيديهم ......ثم إن الشرف والصدق والعدل وغيرها مما نعتبره فضائل لا مكان لها في قاموس الماركسية فليس عندها قيمة ثابتة ولا فضائل دائمة .
·       الماركسية لا ترى في الوجود قيمة مطلقة كل المبادئ والقيم والأفكار هي نسبية متغيرة لأنها انعكاس للظروف الاقتصادية أو لأسلوب الإنتاج فإذا تغير تغيرت تلك القيم وكان يجب أن ينطبق هذا على الماركسية نفسها وفكرتها عن التاريخ فإنها ليست إلا انعكاسا للعصر الذي عاش فيه ماركس وأحواله الاقتصادية  وعلى هذا لا تعود الماركسية صحيحة مطلقا في كل زمان ومكان ربما كانت لزمن ماركس وبيئته ولا تصلح للأزمنة التي تليه.
·       من تناقضات الماركسية أنها ترفض الغيبيات التي جاء بها الدين لأنها لا تؤمن إلا بما هو محسوس وواقع ثم تفحصها فإذا هي مشحونة بالتنبؤات التي لا يسندها حس ولا يؤيدها واقع.
·       من تناقضات الماركسية أنها رفضت الدين الذي ورثته الإنسانية عن طريق النبوات الهادية والكتب السماوية ثم اصطنعت هي عقيدة في رأي أتباعها لها كل ماللدين من خصائص.
·       أن الماركسية تنكر أن في الحياة قيما أخلاقية ثابتة وفضائل عامة مطلقة ......فالحرية الفردية والعفة الجنسية وغيرها من الفضائل إنما كانت فضائل في مرحلة معينة وليس من الضروري أن تبقى فضائل أبدا.
·       أنها دعوة رجعية ...وهي رجوع بالإنسان إلى العبودية ورجوع بالفكر والإيمان إلى الجبرية ورجوع بالإنسانية إلى الوثنية ورجوع بالأخلاق والقيم إلى الحيوانية كما أنها انحطاط بالإنسان من أفق الرشد الذي يؤمن بالغيب إلى حضيض الطفولة الإنسانية,فالطفل هو الذي لا يؤمن إلا بالحس فإذا رشد ونضج بدأ يدرك المعنويات ولا يزال يرتقي حتى يؤمن بالغيبيات.(القرضاوي,2004)
·       معرفة النشأة او التكوين أو الخلق لا تأت من دعوى تسعى لتسويغ إثبات النشأة المادية للكون مرتكزها المغالطات, والعجب أن يرفض الماديون السؤال المشروع عن الخالق، مع أن إسناد الحوادث الكونية للأسباب الفيزيائية أو البيولوجية أو الفلكية ليس أمراً علمياً إذ هو مجرد تفسير للظاهرة من حيث هي وليس تفسيراً للوجود.
·        إسناد وجود الكون من حيث هو ظاهرة مقهورة للقوانين ومتسقة مع بعضها ومحكمة - للقادر العالم الحي الواجب الوجود أمر حق والقادر العالم الحي الواجب الوجود (هو الله تعالى) بينما إسنادها للحركة انما هو إسناد للعدم المحض فالحركة نفسها تحتاج لبيان سببها.
·        ليس شرط الوعي ان يكون الواعي ملتزماً بالتفكير المادي فيؤكد حقائق فكرية مفسرة للوجود من مادة صماء، فالإحساس بالمادة الصماء بواحدة من الحواس لا يؤدي إلى وجود الوعي وإنما يؤدي إلى استرجاع الصورة إذا ارتبطت بما يشبع او يؤلم هذا إذا لم يتلقن معلومات عنها أي سيبقى طرزان الأدغال فالعقل مكتسب في البداية من التلقين فإذا تكونت عنده جملة من العلوم صار عاقلاً مفكراً يتمكن من أن يكون واعياً،وهذا الاسترجاع الذي سبق ذكره فلا يسمى وعياً وإنما هو إدراك غريزي يشترك فيه الإنسان والحيوان وليس شرطه أيضاً أن يلتزم بالتفكير المثالي لتفسير الوجود إذ هو يفتقد لشرط موضوعي للتفكير وهو وجود الواقع المادي.
·        الوعي شرطه البحث الفكري البسيط من خلال العقل الناظر- وهذا أمر في قدرة البشر عامة وليس فقط مجموعة النخبة - بتوجيه النظر والتفكير نحو عالم الشهادة.
·       الدعوى التي يدعيها الماديون من قسمة الفكر إلى مادي ومثالي لا واقع لها بل هي بسبب جعل معطيات الفكر الغربي وحده المرتكز في إصدار الأحكام فالمركزية الغربية كعبتهم.
·       تحاول العشيرة العلمية دائماً وباستمرار البحث عن كيفية نشوء الكون وتفسير ظواهره واكتشاف قوانينه ومع تقدم الأبحاث المتعلقة بالكون ومع دقة العلم في معرفة القوانين الرياضية المعقدة إلا أن العلم بقي عاجزاً عن تفسير نشوء الكون دون رد النشوء إلى إرادة قادر عالم.
·       رغم أن العشيرة العلمية تعطي للعلم أهمية كبرى وتراه الطريق للسيطرة على الطبيعة لصالح الإنسان إلا أن كثرة من أعضاء العشيرة العلمية يرفضون رفضاً حاسماً التفسير المادي للنشوء ويرفضون أيضاً التفسير المادي للتاريخ.(ذياب,د.ت)


نقد التطبيقات التربوية:

 1 - لم تعطى الأخلاق الأهمية والمكانة المناسبة في المجتمع وربطته بالاقتصاد0
2 - لم تراعى الشخصية الفردية وربطتها بمصلحة الجماعة 0
3 - لم تؤمن بالديمقراطية الفردية والحرية الشخصية0
 4- احتكرت التعليم والاهتمام به وحصرت هذه المهمة بالحكومات 0
 5 - لم تعطى لمادة الدين أهمية بل حاربة على محوه وأبدلته بالالحادية0
 6- ألزمت المعلم باستخدام طرق التدريس الماركسي فقط وأهملت طرق التدريس الاخرى0
  7- اهتمامها النشاطات اللاصفية اهتماما كبيرا0
 8 - لا تؤمن بالتدريس المحصور داخل جدران الصف0(عبدالله,2008)









العناصر
الفلسفة الماركسية
الانسان(الطبيعة
البشرية)
- ترفض الماركسية أن تنسب للطبيعة الإنسانية أي صفات ثابتة ,وهي ترى ان لكل حقبة تاريخية "طبيعة بشرية"تختلف عن مثيلها لدى غيرها من الحقب التاريخية الأخرى ,فالبشرية في صميمها ظاهرة متحولة متقلبة ,أو حقيقة نسبية قابلة للتطور والترقي والزوال.
باختصار يمكن القول أن :طبيعة الإنسان تتشكل تبعا لعلاقاته.
الكون والوجود
-       لاتؤمن هذه الفلسفة بأن هناك خالقا لهذا الكون بل تؤمن بأن الإنسان هو الذي خلق فكرة خالق الكون انطلاقا من إيمانها بأن المادة هي من أوجدت الروح,فالمادة هي أساس الوجود كله ومنبعه ,والفروق في تنظيم المادة هو أساس الفروق بين أسمى الأشياء وأدناها,مما وسع دائرة العداء لها من رجال الدين والمتدينين لأنها ارتبطت بالفكر العلماني
القيم
لا تؤمن بوجود أخلاق خالدة أبدية بل بوجود أخلاق نسبية تنشأ من خلال التفاعل الاجتماعي,فالأخلاق لا توجد بمعزل عن الوعاء الموجودة فيه وهو المجتمع الإنساني.فلا وجود لأخلاق مقررة سلفا قبل وجود الإنسان حتى ولو جاءت باسم الدين.
المعرفة

تؤمن الماركسية أن المعرفة على أساس من الممارسة ومن نشاط الناس المادي الإنتاجي، ففي مجرى هذا النشاط بالذات يعرف الانسان الأشياء والظواهر، والممارسة في الفلسفة الماركسية هي نقطة انطلاق وأساس عملية المعرفة ومعيار صحة المعارف على حد سواء,
والاعتراف بالعالم الموضوعي وأشيائه وظواهره باعتباره المصدر الوحيدللمعرفة الإنسانية.




الفلسفة الماركسية
التطبيقات التربوية للفلسفة الماركسية
أهداف التربية

·       عمل المدرسة قائم على الدراسة النظرية والتجريبية لحركة العمل عند الإنسان وتنظيماتها وإن كل الأعمال فيها يجب أن تهدف إلى نشر الحس الطبقي العمالي في نفوس المتعلمين.
·       إن التربية عبارة عن فعالية إجتماعية منظمة تنظم بواسطة أشخاص تنتدبهم الدولة لهذا الغرض من أجل   تطوير الجيل الصاعد وتسليحه بالمعارف المنتظمة والعادات اللازمة لفعاليته في المستقبل.
·       ربط التربية مع الحياة ومع قطاعات الإنتاج وتحقيق النمو المتوقع لممارسة النشاطات الحيوية من خلال التركيز على تحديث المناهج
المتعلم
يجب عليه أن:
·       أن يحترم معلمه.
·       أن يلتزم بالعادات الماركسية,وأن يكون سلوكه سلوكا ماركسيا.
·       محبا للعلم باحثا وناقدا وموضوعيا.
·       عارفا لحقوقه وواجباته.
·       مشاركا جزئيا في طرح رأيه ووجهة نظره.
·       له الحق في تنظيم حياته الاجتماعية واختيار القيادات التي يريد.
·       له الحق في أن يتوفر له تعليم مناسب أو يتناسب مع قابليته وقدراته ومع ظروفه بما يحقق له التقدم في حياته. 
المعلم
·       تأهيل المعلم تأهيلا جيدا من نواح عديدة مهنية وثقافية تربوية وتدريبية ليستطيع ايصال الحقائق للمتعلمين .
·       مؤمنا بفلسفة الدولة الاجتماعية ومتفهماً للنظام الماركسي مستوعباً له وبأنه يضمن سعادة المجتمع ورفاهه لينقله لطلابه.
·        أن يكون سلوكه اشتراكياً ماركسياً داخل وخارج المدرسة، وهذا يتطلب منه فهم التربية الماركسية وكيفية تطبيقها في المجال الدراسي.
·        أن يكون ذا ثقافة جامعة طابعها الرغبة في تنمية الذات وحب العمل.
·        ان يقف في طليعة العناصر الوطنية الشاعرة بمسؤولياتها الاجتماعية والمدركة بوعي قضايا مجتمعها وعصرها.


المنهج
توحيد الكتب المدرسية انطلاقا من وحدة النظرية فلا وجود لمواد اختيارية ويجب أن توضع لاكساب المتعلم جملة المعارف والعادات الحسنة..........
وعلى ضوء ذلك يقسم إلى موضوعات كمايلي:
·       تعلم المادة الدراسية التخصصية والمتمثلة في الحقائق والمعارف المختلفة .
·       خلق الإتجاهات الأخلاقية نحو العالم وتكوين علاقات وصلات متناسقة للإنسان في علاقته معه.
·       تحقيق النمو الشامل للشخصية من خلال جملة المعارف والحقائق المقدمة من اجل التفسير والإقناع بالإضافة إلى تغيير الواقع والحياة للأفضل.
·       أن يركز على الخبرات والأنشطة اللاصفية المختلفة المكملة لمحتوى المناهج.
·        أن تكون مبنية على أسس نفسية واجتماعية ومعرفية وفلسفية مرتبة بشكل منطقي وأن تكون الأفكار والمعلومات متصلة.


طرق التدريس
·        يختار المعلم الطرق المناسبة لتحيق التقويم التربوي في كل موقف تعليمي بعد تحليله وتشخيصه آخذا بعين الاعتبار كل العوامل و الجوانب للسيطرة عليها,واستخدام خبرات المدراس  ونتائج البحوث التربوية في هذا المجال.
·       التركيز على الملاحظة والمشاهدة من خلال الرحلات والوثائق التربوية والسجلات المدرسية وخبرات الجماعة والتأكيد على الجوانب العملية والتطبيقية .
·       الاعتماد على الحوار وتجنب استخدام العقاب البدني وتشجيع الحوافز ,فالمناهج وطرق التدريس وكل مايتعلق بالعملية التربوية هو من أجل تحقيق النمو الشامل لشخصية الجيل الصاعد.
·         يستخدم العقاب لتعديل السلوك.

الأنشطة
تعد أنواع النشاطات المختلفة من الأمور الرئسية فهي إما برامج تقدم للمتعلمين بعد الإنتهاء من اليوم الدراسي أو تنظم في مؤسسات المدن خصيصا لذلك وتخطط لتتكامل مع المنهج,كما أن لكل وزارة من الوزارات إدارة تسمى إدارة النشاط كما تشارك اتحادات الطلبة والشبيبة بتدبير أنواع مختلفة من النشاطات
أما أهداف النشاطات اللاصفية الموجهة فتتمثل فيما يلي:
·       حماية المتعلمين من السوك غير السوي.
·       استمرار توجيه المتعلمين اجتماعيا وسياسيا حسب ماتراه الدولة.
·       شغل أوقات الفراغ في العطل المختلفة.
·       تكملة مناهج المدارس الابتدائية والثانوية.
·       ربط الفعاليات التعليمية بالمؤسسات القائمة في المجتمع وكل ماهو موجود في البيئة.
·       تنمية الاستعدادات والمواهب الشخصية والمهارات والقدرات الدفينة للتشجيع على الابتكار.

أساليب التقويم


·        يختار المعلم الطرق المناسبة لتحيق التقويم التربوي في كل موقف تعليمي بعد تحليله وتشخيصه آخذا بعين الاعتبار كل العوامل و الجوانب للسيطرة عليها,واستخدام خبرات المدارس  ونتائج البحوث التربوية في هذا المجال














المراجع:
1.   جعنيني,نعيم حبيب (2004)الفلسفة وتطبيقاتها التربوية.عمان,دار وائل للنشر.
2.   أبو ربان,محمد علي(2001)الفلسفة ومباحثها,الاسكندرية.دار المعرفة الاجتماعية.
3.   ناصر,إبراهيم.(2004) فلسفات التربية.عمان,دار وائل للنشر والتوزيع.
4.   أبوالعينين,علي خليل مصطفى(2003)الأصول الفلسفية للتربية قراءات ودراسات.القاهرة,دار الفكر العربي.
5.   المدرسي,هادي (1409)نقد النظرية الماركسية.بيروت,دار البيان العربي.
6.   مطر,علاء شنون(د.ت)نقد السيد محمد محمد صادق الصدر للنظرية الديالكتيكية الماركسية.كلية الآداب,جامعة الكوفة,العراق.
7.   المسيري,عبدالوهاب.(2007) الفلسفه الماديه وتفكيك الإنسان:دار الفكر
8.   بودوستنيك, فاسيلي , و ياخوت,أوفشي (١٩٧٩). الف باء الماديه الجدليه (جورج طرابيشي,مترجم) بيروت:دار الطليعه .
9.   أفاناسييف.ف.ج (د.ت) أصول الفلسفه الماركسيه (حمدى عبدالجواد,مترجم) مكتبة الاسكندرية
    10.القرضاوي,يوسف (2004)أعداء الحل الإسلامي.ط2,مكتبة وهبة ,القاهرة.
11.ناصر،ابراهيم0(2004)0فلسفات التربية ،ط2، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان 0
12.الصوراني,غازي(2013).مدخل الى الفلسفة الماركسية المادية الجدلية والتاريخية
13.السماسيري,محمود يوسف(2008)فلسفات الإعلام المعاصرة في ضوء المنظور الإسلامي.المعهد العالمي للفكر الإسلامي.تم استرجاعه بتاريخ 18-6-1437 على الرابط
14.ذياب,أمين نايف(د,ت)قراءة في الفكر الماركسي الحديث.المعتزلة المعاصرة تم استرجاعه بتاريخ 18-6-1437 على الرابط

15. عبدالله ,محمد الحنفي آيات,2008.الفلسفة الماركسية ( المادية الجدلية)
  تم استرجاعه بتاريخ 5-6-1437 على الرابط

16. معروفي,أنوار (2008). الفلسفة الماركسية وموقف الإسلام منها تم استرجاعه
 بتاريخ 6-6-1437



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق